في أعماق التاريخ، تمتد قصة مصر الفرعونية كواحدة من أعظم الحضارات الإنسانية التي أضاءت سماء البشرية بإنجازاتها وابتكاراتها. منذ أن قام الملك “مينا” بتوحيد مصر العليا والسفلى حوالي 3100 قبل الميلاد، بدأت رحلة فريدة من الحضارة التي أبهرت العالم بأسره.
تعتبر مصر الفرعونية عصر الأساطير والشخصيات العظيمة. في معابد الكرنك والأقصر وجدران وادي الملوك، تُخلد أسماء ملوك عظماء تركوا بصمات لا تُنسى. أحد هؤلاء العظماء هو الملك “رمسيس الثاني”، الذي امتاز بقوة شخصيته وبراعته في قيادة المعارك، كما ترك لنا معابد عظيمة مثل أبو سمبل، التي نقشت لتروي قصص النصر والتفاني. ولا يمكن أن ننسى الملكة “حتشبسوت”، التي حكمت بمهارة وذكاء، وتحدت تقاليد المجتمع لتصبح واحدة من أعظم الحكام الذين عرفتهم مصر، حتى أن معبدها الدير البحري يُعتبر تحفة معمارية خالدة.
وكانت مصر آنذاك سبّاقة في الكثير من العلوم، فالكتابة الهيروغليفية لم تكن مجرد رموز، بل كانت وسيلة توثيق ثقافية، نقلت لنا أسرارهم وعاداتهم. كما كان المصريون القدماء متقدمين في الطب والهندسة، فتفوقوا في فن التحنيط الذي جعل جثثهم تحافظ على رونقها لآلاف السنين، وابتكروا الأهرامات، إحدى عجائب الدنيا السبع، والتي ظلت إلى يومنا هذا رمزاً للإبداع الإنساني.
لكن مثل كل الحضارات العظيمة، وصلت مصر الفرعونية إلى نهايتها، وانتهى عصرها الذهبي بعد غزو الإسكندر الأكبر لمصر وقيام حكم البطالمة. وكان آخر فصل في قصة الفراعنة هو رحيل الملكة كليوباترا السابعة، التي اشتهرت بجمالها ودهائها وسعيها للحفاظ على استقلال مصر. ومع سقوط كليوباترا، أصبحت مصر جزءًا من الإمبراطورية الرومانية عام 30 قبل الميلاد، ليطوى بذلك فصل مصر الفرعونية، وتبقى حضارتها العظيمة مصدر إلهام للأجيال على مر العصور.
يعتبر أخناتون أول من أسس ديانة توحيدية في مصر، حيث دعا لعبادة الإله “آتون” فقط، وأسس عاصمته الجديدة في “أخت آتون” (تل العمارنة حاليًا). وكان فنه ونمطه الديني مختلفًا بشكل كبير عن الفراعنة السابقين، وقد أثرت أفكاره في الفن والمجتمع المصري.
تواصل معنا عبر الواتساب